عند أول غيمة..وأول قطرة مطر..


سقطت أولى قطرات الحبر من ذاكرتي كي تخط حكايات الحنين ..


حنين إلى أشياء كانت ..وأشياء لم تحدث


حنين إلى طفولة قد ذهبت..إلى براءة لم أعد أجد منها في داخلي بقايا..


إلى مراهِقة لا عمل لها إلا الحلم..


إلى كلمات صادقة كتبتها يوماً..مفعمة بالأمل كانت..بالأحاسيس الدافئة..


و لم أعد أجد تلك الدواة التي استقيت منها ذاك الحبر...


لأن وقت الأحلام انتهى..والأحاسيس ذبلت..


ووجدت نفسي ملقاة على طريق الحياة


وليس أمامي حل إلا الركض


ثم الركض


والركض


والركض....


مازالت الأمطار تعزف سيمفونية الشجن


ترسم على زجاج نافذتي لوحة من وجد..


تغريني بالكتابة.....والبكاء...


و مع رائحة المطر الممتزج بصوت فيروز الحزين أبداً..
يولد ذاك الشعور بالغربة..


بالحنين إلى شيء نقي -ربما - لم يوجد قط...


كلاهما يدغدغ الروح ويجعل ابتسامة مؤلمة ترتسم على شفتيك


رغماً عنك..


وتنطق روحي...حقاً..للحلم رائحة المطر..